أخبار

الاثيوبيون.. وعلاقاتهم بدير المحرق وصوم قسقام

منذ أقدم العصور يشعر إخوتنا الأثيوبيين برابطة روحية تشدهم إلى دير المحرق، لأنه المكان الذى أقام فيه رب المجد يسوع المسيح ووالدة الإله القديسة مريم العذراء أطول فتره فى رحلتهم المباركة بأرض مصر.
المسيح له المجد بارك هذا المكان وأصبحت مغارته هى هيكل الكنيسة الأثرية، وقد دشنها المسيح بيديه الطاهرتين.
ولهذا يرى الأثيوبيون ما يراه المصريون، أن لدير المحرق وكنيسته الأثرية نفس القدسية التى للأراضى المقدسة فى فلسطين. ولذلك فالقادمون منهم لزيارة الأراضى المقدسة لابد أن يأتي أولاً إلى دير المحرق لينال بركة الرب وبركة الكنيسة وبركة العذراء مريم وبركة جبل قسقام الذى أصبح أورشليم الثانية أو جبل الزيتون رقم 2

 

هيكل الكنيسة الأثرية بدير المحرق
هيكل الكنيسة الأثرية بدير المحرق

من هنا نشأت علاقة الأثيوبيين بدير المحرق، دير جبل قسقام ، وكنيسة قسقام، وهم يعتبرونه المحط الأول لزيارتهم لبيت المقدس، وزيارته تعد عندهم متممة لواجبات زيارة الأراضى المقدسة.
والمعروف أن الملكة منتواب Mentwab امبراطورة أثيوبيا حضرت خصيصاً لزيارة دير المحرق، ونقلت معها أكياساً مملوة من ترابه إلى إقليم غوندار بأثيوبيا حيث مزجت هذا التراب بمواد البناء لإقامة كنيسة هناك سميت بكنيسة جبل قسقام ووضعوا جزءاً من تراب دير المحرق تحت مذبح الكنيسة. كما أمرت الملكة منتواب بصوم لمدة أربعين يوماً يعرف إلى اليوم بصوم قسقام، يبدأ من 26 توت ( 6 أو 7 من أكتوبر ) وينتهى بصباح اليوم السادس من هاتور ( 15 أو 16 من نوفمبر )، وهو عيد تدشين كنيسة العذراء الأثرية بدير المحرق. ويبدو أن الملكة منتواب التى كانت قد ورثت الملك عن زوجها قد تنازلت عن الملك لابنها ياسو الثانى IYASU II ( 1730 ـ 1755 ) عندما بلغ سن الرشد ، وأنه هو الذى أكمل بناء الكنيسة، كنيسة جبل قسقام بإقليم غوندار Ghondar .

ولقد كان كثيرون من الرهبان الأحباش يرغبون فى الإقامة بدير المحرق بالذات. ولهذا كان دير المحرق أكثر من غيره من أديرتنا القبطية ملاذا للرهبان الأثيوبيين، فكان يصل عددهم فى بعض الأوقات إلى أربعين راهباً أو يزيد. ولذلك رأى بعض الرؤساء بناء على رغبة هؤلاء الرهبان أن تبنى لهم كنيسة خاصة بهم، إذ تعذر عليهم متابعة الصلوات باللغة القبطية. وفعلا بنيت لهم كنيسة فوق كنيسة العذراء الأثرية عرفت بكنيسة الأحباش أو كنيسة القديس تكلا هيمانوت الحبشى. وقد أزيلت هذه الكنيسة فى عام 1936 م عندما صار بقاؤها خطرا على مبنى كنيسة العذراء الأثرية.
وقد اهتم القمص قزمان رئيس الدير السابق أن يكرس أحد المذابح الثلاثة المقامة بكنيسة العذراء الجديدة باسم القديس تكلا هيمانوت الحبشى، وذلك دعماً لأواصر المودة والمحبة بيننا وبين إخوتنا الأثيوبيين الذين تربطهم بدير المحرق روابط تاريخية قديمه.
ولاشك أنه لقدسية دير المحرق فى نظر إخوتنا الأثيوبيين كانت الغالبية العظمى من المطارنة الذين يسامون لأثيوبيا يختارون من بين رهبان القبط بدير المحرق.
ويأتون لدير المحرق سنويا للحج والاحتفال فى الكنيسة الاثرية .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى